موانا قصة عن الشجاعة والعثور علي الذات

فيلم “موانا” هو قصة ملحمية عن فتاة شابة من البولينيزيا تنطلق في مغامرة بحرية لإنقاذ شعبها. تبدأ القصة على جزيرة موتونوي، وهي جزيرة استوائية مزدهرة يحكمها رئيس القبيلة توي. نشأت ابنته، موانا، وهي فتاة نابغة ومحبة للمغامرة، وسط تقاليد شعبها الذي لا يتعدى البحر المحيط بجزيرته أبدًا. منذ صغرها، كانت موانا تشعر بجاذبية قوية نحو المحيط، وهو ما كانت تحاول جدتها، الجدة تالا، تشجيعها عليه سرًا. الجدة تالا هي المرأة الحكيمة التي تعرف سرًا قديمًا عن تاريخ شعبهم، وتؤمن بأن موانا هي الفتاة المختارة.

 

تتغير الأمور عندما يبدأ مرض غريب في تدمير الجزيرة. تذبل المحاصيل وتهرب الأسماك من الشواطئ، مما يهدد حياة القبيلة. يكتشف شعب الجزيرة أن السبب وراء هذا الدمار هو سرقة قلب “تي فيتي”، وهي إلهة الحياة التي خلقت كل الجزر في المحيط الهادئ. وفقًا للأسطورة، سرق “ماوي”، وهو نصف إله وشخصية أسطورية متغطرسة ومخادعة، قلبها منذ آلاف السنين. بعد سرقته، هاجمه الشيطان البركاني “تي كا” وفقد ماوي القلب وخطافه السحري، ليضيعا في أعماق المحيط.

 

تدرك موانا أن عليها أن تنقذ شعبها وتستعيد القلب المسروق. تشرح لها جدتها أن المحيط اختارها لهذه المهمة، وتكشف لها عن حقيقة شعبهم: لم يكونوا دائمًا مزارعين، بل كانوا مستكشفين وبحارة عظماء. في لحظة حاسمة، تعطي الجدة تالا لموانا القلب الذي كانت تحتفظ به سرًا، وهو حجر أخضر لامع، وتشجعها على أن تتبع نداءها الداخلي. بعد وفاة جدتها، تنطلق موانا في رحلتها، مصطحبة قاربًا صغيرًا وديكًا أحمق يدعى هي هي.

 

تجد موانا ماوي في جزيرة معزولة، ويتبين أنه شخصية مغرورة جدًا، ويرفض في البداية مساعدتها في مهمتها. يحاول ماوي سرقة قاربها ويخفي نفسه بأساليب مختلفة، لكن موانا لا تستسلم. تدرك أن ماوي يحتاج إلى خطافه السحري ليكون قادرًا على التحول إلى أشكال مختلفة، وتوافق على مساعدته في استعادة الخطاف من وحش السرطان العملاق “تامواتوا”. يتعاونان سويًا بعد سلسلة من المغامرات المضحكة، وخلالها تبدأ صداقة غريبة في التكوّن بينهما.

 

بعد استعادة الخطاف، يواجه ماوي مشكلة في التحكم في قوته، لأنه لم يستخدمه منذ آلاف السنين. يساعده موانا على التدرب، وخلال هذه الفترة، يكشف ماوي عن جانب آخر من شخصيته، حيث يشاركها قصة حزينة عن طفولته وكيف تخلت عنه عائلته، مما جعله يبحث عن حب البشر وتقديرهم من خلال أفعاله.

 

يصل ماوي وموانا إلى وجهتهما النهائية: جزيرة “تي فيتي”. لكن يواجهان “تي كا”، الشيطان البركاني الذي يمنع أي شخص من الاقتراب. في المواجهة الأولى، يُكسر خطاف ماوي، ويقرر الانسحاب، خائفًا من أن يفقد قوته نهائيًا. تشعر موانا باليأس، لكنها تتذكر كلمات جدتها التي شجعتها على أن تجد قوتها الحقيقية داخلها.

 

تستخدم موانا مهاراتها الملاحية وقدرتها على التواصل مع المحيط للوصول إلى الجزيرة بنفسها. تواجه “تي كا” وتكتشف حقيقة مدهشة: “تي كا” ليست سوى “تي فيتي” نفسها، لكنها تحولت إلى وحش بركاني بسبب فقدان قلبها. تدرك موانا أن “تي كا” غاضبة ومؤلمة فقط، وأنها تحتاج إلى الحب والشفاء.

 

بشجاعة لا توصف، تتقدم موانا نحو “تي كا” وتغني لها، داعية إياها إلى العودة إلى طبيعتها الحقيقية. عندما تتقدم موانا، يعود ماوي في اللحظة الأخيرة ليساعدها في إلهاء الوحش، مما يسمح لموانا بأن تعيد القلب إلى مكانه. يتحول الوحش الغاضب إلى “تي فيتي” الخضراء الجميلة، التي تعيد الحياة إلى جميع الجزر في المحيط.

 

ينتهي الفيلم بعودة موانا إلى جزيرتها، وقد أصبحت زعيمة شعبها الجديدة. تستخدم موانا مهاراتها الملاحية لتقود شعبها في رحلة استكشاف جديدة، متبعين طرق أسلافهم القدامى، وتُعيد لهم هويتهم الحقيقية كبحارة. ترمز القصة إلى أهمية إيجاد الذات، والتمسك بالتقاليد مع الانفتاح على المستقبل، وقوة الأمل والشجاعة في مواجهة التحديات.